الثلاثاء، 30 يناير 2018

حل المشكلات

للتعامل مع المشكلات الذاتية و العادات السالبة (  عادات الانفعال من غضب و تسرع  و خجل و تردد و انطواء و غيرها ... سلوكيات غير مرغوبة ... تدخين ... وسائط اجتماعية  ... و هكذا  ) استوقفتني خطوات التعامل الست  مع المشكلات للدكتور صلاح الراشد في إصداره التفكير الايجابي مع تصرف عليها من واقع تجربتي الخاصة 

الخطوات الست لحل المشكلات :
اولا  : ما قبل البحث و التحري و هي المرحلة التي يقوم فيها الفرد بالاعتراف بوجود مشكلة و يتوقف عن اللوم و الإسقاط على الشماعات المختلفة و يتحلي بالمسئولية للتعامل مع المشكلة ... دون انطلاق هذه المرحلة لا يتم التعامل مع المشكلة على انها مشكلة و تستمر عمليات اللوم و الاسقاط و اختلاق الشماعات و الاعزار و بالتالي تظل كما هي تنتظر الاعتراف بها 
ثانيا :  بمجرد الاعتراف بالمشكلة تنطلق عمليات التعرف على المشكلة بجوانبها و ادراك ابعادها المختلفة و اثارها بمعنى انطلاق عمليات البحث و التحري ... و هنا يتضح الاستعداد النفسي المستمد من الخطوة السابقة و مستوى الصدق للتعامل مع المشكلة لا الاعتراف بها فقط ... و في حال علو الاستعداد يكون الوضع قايم على التفكير في المشكلة من اجل الوصول لحل لها  ... بمعنى التركيز في التفكير ابتداءا على المشكلة و التحول السريع للتفكير في الحل حيث يتم تبديل عمليات التفكير المنطلقة من ( لماذا ؟ .... وجود المشكلة ) إلى  ( كيف ؟ .... تطوير الحلول و بدايلها ) 
ثالثا : مرحلة الاعداد و فيها يتم مناقشة جانبين أساسيين مع عدم إغفال بقية الجوانب المتعلقة بالمشكلة ... جذور المشكلة و ما يترتب عليها من معيقات و نواقص ... و القدرات و الإمكانات انطلاقا من القدرة العليا للتفكير لتطوير العديد من الخيارات و البدائل و بالتالي تعظيم الفرصة للتخلص من المشكلة  ... 
المدى الزمني للخطوات الثلاث الأولى يتناسب مع انطلاقة الخطوة الأولي و مدى الاعتراف بوجود المشكلة الذاتية و من ثم مدى الجدية و الحماس للتعامل مع المشكلة 
رابعا : التنفيذ  ...  قوة التعامل مع الخطوات السابقة يقود الفرد للفعل و هي مرحلة العمل الجاد للتخلص من المشكلة و فيها ينتبه الإنسان لجملة من الأمور ... 
التحلي بالدافع الكافي كزاد للاستمرار و المواصلة 
إعلاء الرغبة في التخلص من المشكلة 
التركيز و الالتزام و المثابرة 
تعلم و تطوير طرق و مهارات ذاتية  ( الاسترخاء ... التصور الايجابي ... الكثافة الحسية ... التامل ... و غيرها  ) للتعامل مع المشكلة و المشكلات المشابهة 

خامسا :  مرحلة الوقاية ضرورية لعدم العودة إلى المشكلة ... و علماء النفس و الاجتماع ياكدون على ضرورة استيفاء فترات زمنية تناسب قوة المشكلة و حضورها الزمنى في حياة الإنسان فمن الحكمة ان يحتاج الإنسان إلى زمن أطول كلما تجذرت المشكلة في حياته و استمرت زمن طويل ( ثلاث إلى ستة أشهر كفيلة بأحداث الغيير المناسب ) ... يتثنى ذلك من خلال خلق البيئات الإيجابية المختلفة ابتداء من الانتباه لنوعيات التفكير المصاحبة لعملية التغيير و ما يصاحبها من حالات ذهنية و انفعالية و سلوكية داعمة لعملية التغيير و انتهاء بالبييات الخارجية المكانية و الزمانية و الإنسانية بالصحبة و الاقتران و خلافه ... 
سادسا : تقبل التغيير و القضاء على المشكلة نهائيا ... و فيها يتم ممارسة التغيير بشكل عفوي و إدماج طبيعة التفكير و السلوكيات المصاحبة في الحياة اليومية بتلقائية  ... بمعنى اكمال عملية التبديل الكلية

الثلاثاء، 23 يناير 2018

المسافة بين النجاح و الانجاز

النجاح  ... النجاح رحلة تمتد ما امتد الوعي به ... الانجاز محطات في تلك الرحلة ... الكثير منا لا يفرق ما بين النجاح و الإنجاز ... و يفترض ان الانجاز هو النجاح الأمر الذي يضعف من مفهوم النجاح و يقلل القدرة على الوعي به و يعلي التركيز و الارتباط بالإنجازات  يسميها بأكبر من مفهومها ...
عندما يرتقي الوعي للمفهوم و المعنى الأعلى للنجاح تكون الإنجازات جزء من ذلك النجاح الكلي كما يصبح الوعي بالاخفاقات على انها محطات أخرى للنجاح شبيهة بالإنجاز و الاختلاف الأوحد في الاستفادة من كل ... الانجاز تجربة للارتقاء و التطور و الإخفاق محطة للتعلم و الاستفادة و الإضافة للوعي الكلي  ..
في حال الاحتفاء بالإنجازات تكون الانفعالات المصاحبة  متارجحة بين الإنجاز و الإخفاق ... بين الايجاب و السلب ... فرح ؛ سعادة ثم احباط و دبرسة و هكذا تدور الدائرة  ... بينما تكون المتعة بالرحلة حاضرة في كل الاحوال عندما تستمر رحلة النجاح بمحطاتها المختلفة و بانفعالاتها المتباينة ... حيث تكون المتعة بالرحلة نفسها  لا وجهة نهائية ...و لا مفهوم الديمومة و الاستمرار  ... إنجاز يكشف عن هدف ابعد يقود إلى إنجاز آخر يفصح عن مكنونات جديدة تم إدراكها للتو تمثل فرصة للمتابعة حيث لا انتهاء ... هي حالة الجريان التي تنتظم الكون الذي لا يعرف سوى النجاح لأنه تدبير الخالق  ... 
فقط تأمل

الخميس، 4 يناير 2018

الاحتواء و الامتلاء

في الوعي باللحظات و التعامل معها ... يستوقفني دوما مفهومي الاحتواء و الامتلاء و أيهما يسيطر ثم أيهما يكون مبعث التأثير الاقوى  ... مع يقيني القاطع بعدم التعامل معهما بترادف لأن المعنى في كثير من الأحيان مختلف ...
الامتلاء اتراع ( من مترع ) بانفعال او اكثر  في الغالب إيجابي لا يدع في اللحظة اي مفسح   لاي وجود اخر فقط تنامي و تصاعد لذلك الانفعال باحتفاء كامل من اللحظة و قبول كلي ... هي لحظة تتاخر الكلمات في ايجاد مفردات توصل الي المعنى المقصود فتصبح المحاولات للتعبير عن اللحظة مشوهة عاجزة غير قادرة و غير مرضية ... هي استثارة لتخيل المعنى مفادها حاول فهذه ليست المقصودة لان لا تعبير يوصل ... تخيلها ممكن ... أعقالها ممكن ... تفسيرها لا يرقى للوصول ...
هي لحظات لكي تعاش لا لكي يعبر عنها ... هي لحظات لإضافة معاني ابعد للحياة ... هي لحظات لتعضيد الذات و تمكينها من كينونتها و صيرورتها ... هي لحظات للتمكن الإنساني و السعة و امتلاك مكامن القدرة ... هي لحظات للسيطرة و السمو الروحي و انعتاق القدرة على التفكير  ... هي لحظات للاستخدام الأمثل للخيال و إطلاق العنان التصور   الخلاق ... هي لحظات اللازمان و اللامكان ... بل هي لحظات كل الزمان و كل المكان هي لحظات تتعطل فيها قياسات الزمان و المكان لتصبح هنا و الان ولا شيء بعد ذلك ... لأنك في صيرورتك تلك أعمق من تفسيرات الزمان و المكان و كل المحددات الكونية ... فأنت هنا و الان و لا داعي لغير ذلك ...
انت و انا عشنا تلك اللحظات صدفة ... كيف نجعلها حالة حياتية مستمرة  ؟